إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
85125 مشاهدة print word pdf
line-top
رد السلام

...............................................................................


قال الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا الذي هو أحسن: الزيادة عليها.
ورد: أن رجلا جاء فقال: السلام عليكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم السلام ورحمة الله ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فقال صلى الله عليه وسلم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فجاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقالوا له: لماذا لم تزده كما زدت الآخرين؟ فقال: إنه قد استوفى التحية أو كما قال، في بعض الروايات أنه قال : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .
وذلك أيضا من الدعاء؛ وذلك لأن السلام دعاء، شرع في الصلاة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وذلك دليل على أنه دعوة طيبة؛ يعني إفشاء هذا السلام.
قيل: إنه يستحب أن يزيد بما تيسر، وكانوا في مكاتباتهم إذا جاءهم كتاب وفيه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ ففي الجواب يقولون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، ويزيد بعضهم :ومغفرته ومرضاته ، ويزيد بعضهم : وأزكى وأشرف تحياته . وكل ذلك من استحباب الدعاء.
وذلك لأن السلام دعاء، مشتق من السلامة دعاء لأولئك الذين تسلم عليهم وتقول: عليكم سلامة الله أو سلمكم الله أو الله يسلمكم من الآفات، والشرور وما أشبه ذلك.

line-bottom